محمد الراعي يكتب: الأهلي ليس أقل من فيفي عبده
18 يونيو 2020 الساعة 11:53 صباحا
وصف الكاتب الصحفي محمد الراعي ، قرار عودة الدوري بالجريمة، في ظل ارتفاع نسبة مخاطر الإصابة بين اللاعبين بفيروس كورونا المستجد - كوفيد19، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعكس مدى خوف الحكومة من النادي الأهلي، خاصة وأنه النادي الوحيد المستفيد من قرار عودة الدوري من أجل حسم اللقب لصالحه.
وقال «الراعي» في مقال صحفي له أن فوز الأهلي بالدوري كل موسم أمر يسعد الحكومة ،من ناحية ويغطي علي أزماتها وأخطاء ادارة الاهلي من ناحية أخرى.
وحذر الكاتب الصحفي من وقوع الكارثة عند إصابة أي لاعب أو فرد بسبب عودة النشاط، متسائلا هل سيكون هناك من يحاسب المتسبب جنائيًا، ومن المسئول امام الله عن هذه الارواح؟، متابعًا: أعلم ان الحكومة ستكتفي بصرف 5 آلاف جنيه لأسرة المتوفي، ولكن هل هذا هو الحل؟
وشدد محمد الراعي ، على أن قرار عودة الدوري ، جريمة في حق الرياضة المصرية، ومؤامرة فاضحة لمجاملة النادي الأهلي وجمهوره من أجل إهدائه بطولة الدوري لأنه المتصدر، لان مجاملته ستكون على حساب أرواح الناس إلى جانب انفاق ملايين الجنيهات بل مليارات من أجل عودة النشاط في الوقت الذي تحتاج فيه مستشفيات الحجر الصحي إلي أجهزة تنفس صناعي وأماكن لإستيعاب المئات يوميا من مرضي الفيروس اللعين وإنقاذ أرواح الشعب.
وفيما يلي نص المقال:
لست ضد عودة النشاط الرياضي ، وتحديدا كرة القدم ، علي العكس أتمني عودة الحياة للملاعب، لأن الرياضة صناعة ضخمة يعتمد عليها الملايين من الأشخاص كدخل رئيسي ، وتعتبر الرياضة سلعة إقتصادية تنعكس علي الدخل القومي.أنا مع عودة الكرة والنشاط الرياضي ولكن وفقا لخطة مدروسة ولأساليب علمية ، ومحاذير طبية لمواجهة الوباء العالمي ” فيروس كورونا ” .انا مع عودة النشاط الرياضي بشرط أن لا نفقد الأرواح من الأشخاص الذين يشاركون في المنظومة الرياضية ، حتي لو كان عامل غرف الملابس.أنا مع عودة الدوري الكروي بشرط أن نحافظ علي نجوم الكرة وهي “ثروات الأندية والمنتخبات الوطنية ” خاصة أن نجومنا الموجودين في كل الأندية المصرية تتخطي قيمتهم التسوقية أكثر من 5 مليارات جنية.أنا مع عودة الدوري بشرط ألا يكون عودته لإرضاء نادي او خوفا من جماهيره ، وللأسف إن اتحاد الكرة وأغلب الإعلاميين يؤيدون عودة الدوري تحديدا لمجاملة مجلس إدارة النادي الأهلي، لأن فوز الأهلي بالدوري كل موسم يسعد الحكومة ويغطي علي أزماتها وأخطاء ادارة الاهلي .وقبل أن نعيد النشاط ، لابد آن نتسأل ، لماذا أوقفت الدولة النشاط الرياضي وأغلقت الأندية ومراكز الشباب عندما كانت حالات إصابات الكورونا ( 100 مصاب و10 حالات وفاة يوميا ) ؟ ولماذا تطالب الحكومة حاليا بعودة الدوري، رغم أن عدد الإصابات إقترب من 2000 والوفيات 100 حالة يوميا ؟يبدو أن الحكومة خايبة في الحساب ولا تعرف أن رقم 2000 أكبر من الرقم 100 ؟!!قد يتهمني البعض بالتجني علي الحكومة وأنني أحملها فوق طاقتها ولكن أوضح أن السيد عمرو الجنايني رئيس إتحاد الكرة المؤقت هو من أعلن أن الحكومة هي صاحبة قرار عودة الدوري ، وأكد الجنايني هذا الكلام في إجتماعاته اليومية الأخيرة مع رؤساء الأندية، بل أنه أبلغهم أن قرار عودة الدوري صدر بتوجيهات عليا ، وأن البطولة ستقام رغم أنف الجميع .لست ضد الحكومة ولست ضد التوجيهات العليا ، علي العكس إنني أحترم التوجيهات العليا ، طالما انها للمصلحة العامة للبلد ، أحترمها حتي لو كانت علي حساب مصلحتي الشخصية ، ولكن عودة الدوري تحديدا سيكون لها أضرارا كبيرة علي الرياضة المصرية وعلي أرواح المواطنين والرياضيين ، وكان يجب دراسة الأمر من كل الإتجاهات بعناية وليس مجرد إصدار قرار عشوائي بعودة الدوري لإمتصاص غضب الجماهير الأهلاوية وإرضاءهم ببطولة وهمية علي حساب الوطن وعلي حساب أرواح المواطنين.بهدوء وبدون التعصب للأندية ، تعالوا نبحث ونناقش ونعدد معا مساوئ ومخاطر عودة الدوري ، واكتب هذا الكلام لوجه الله وللوطن وليس من أجل إرضاء نادي أو فئة من الجمهور أو إرضاء الحكومة.تعالوا نتحدث عن المخاطر الصحية اولاً خاصة أن هذا الفيروس ينتقل سريعا عن طريق التلامس أو الهواء ، فما بالنا بلعبة كرة القدم والإلتحامات داخل أرض الملعب ، والتجمعات في غرفة اللاعبين الضيقة المغلقة قبل وبعد المباراة ، والتواجد بأكثر من 30 شخص في الأتوبيس أيضا ، مما يعتبر بيئة خصبة لإنتشار وإنتقال الفيروس.سيتهمني البعض بأنني كاره للأهلي ومن الحاقدين أعداء النجاح ، وسيقولون لي : يا مغرض إن الدوري تم عودته بالفعل في ( المانيا وإنجلترا وأسبانيا وإيطاليا ) وأن هذه الدول تخطي عدد المصابين فيها أكثر من 150 ألف مصاب علي الأقل بينما مصر أم الدنيا لم تتخطي 50 ألف مصاب فقط.واقولها لكم لست مغرضا ولا كارها ولكن لابد أن نعترف أن هذه البلدان من دول العالم الأول المتقدمة “طبيا واقتصاديا ورياضيا ” ولديهم خطط علمية مستقبلية مدروسة لكل مشكلة أو أزمة ، ولديهم منظومة طبية متطورة وخطط رياضية مستقبلية ، ويضعون جدول الدوري ومباريات المنتخبات لمدة 5 سنوات قادمة لكن لابد أن نعترف أن الأمور عندنا في مصر عشوائية في كل المجالات سواء الرياضية او الطبية ، ولا مجال للمقارنة بيننا وبين هذه الدول الأوربية ، ولابد أن نعترف أننا “بنغرق في شبر مية” مع أي أزمة ، وبصراحة ربنا يكون في عون الحكومة هاتلاقيها منين واللا منين ؟ وهاتعالج مشاكل الرياضة واللا الصحة واللا التعليم واللا الأمطار واللا ….ولاشك أن وزير الرياضة المحترم يسعي لإعادة النشاط بكل الطرق ، وأعلن أن هناك مجموعة من الإحترازات الطبية الضخمة ، وسيتم عمل مسحات طبية لكل لاعب ولكل مدرب والحكام ولكل المتواجدين في محيط الملعب ، قبل وبعد المباريات وتوفير التدابير الإحترازية الطبية والكمات والمعقمات وخلافه ، لكن تعالوا نحسبها ماديا ، وبحسبه بسيطة ستتكلف الحكومة المصرية 90 مليون جنية من اجل توفير التدابير الإحترازية الطبية فقط ، بخلاف ما ستتكلفه الأندية من مصاريف أخري ( معسكرات وإنتقالات وملاعب و تدريبات ومرتبات ومستحقات عقود اللاعبين والخ …..) وهذه التكلفة تتخطي مئات الملايين في الوقت الذي تعاني فيه كل الأندية من الأزمات المالية ، بل أنها مهددة بالإفلاس ، ولم تسدد الأندية مستحقات اللاعبين ولا مرتبات الموظفين منذ شهر فبراير الماضي ، وطبعا معظم الأندية المصرية تابعة للحكومة ، وبالتالي ستتحمل الدولة قراية المليار جنية لدعم الأندية خلال هذا الشهر لتسديد المستحقات والديون فقط، وكل هذه التكلفة الباهظة من أجل إستكمال دوري مريض بالكورونا ، بصراحة يا سادة معندناش كورة أصلًا ، ولابد أن نعترف أن الحكومة في حاجة الي كل جنية حاليا ، وفي حاجة الي المليار جنية بتوع الكرة من أجل تجهيز ” 100 سرير و100 جهاز أوكسجين” علي الأقل في مستشفيات العزل الطبي لإنقاذ مئات المصابين بالكورونا من الموت المحقق.ويبقي السؤال لإتحاد الكرة وللوزير وللحكومة ، من المسئول جنائياً في حالة وفاة لاعب أو أي شخص من العاملين بالمنظومة الكروية ؟طبعا لن يتم محاسبة احد جنائيا وسيقوم النادي وإتحاد الكرة والوزير والحكومة بصرف 5 ألاف جنية لأولاد المرحوم وانتهت القصة بدون أية مساءلة جنائية ، ومات الجدع ومحدش هايتحاسب ، والورق ورقنا والدفاتر دفاترنا ، وخلصت الحكاية بكلمتين ودمعتين وآهات وتنهيدات علي الفضائيات .طيب .. ومن الناحية الدينية ، من المسئول امام الله عن وفاة إنسان أو إزهاق روح بني آدم ؟ممكن نضحك علي الجماهير ونقدم مبررات وهمية حلزونية لكن هانواجه ربنا بأي وش ، مش هانقدر نضحك علي ربنا..ياسادة إن رجال الدين وهيئة علماء المسلمين أصدرت فتوي بمنع صلاة الجماعة ومنع صلاة العيد وإغلاق المساجد خوفا علي البني آدمين والحفاظ علي روح أي إنسان، وتم إغلاق الحرم الشريف والكعبة لأننا في وباء عالمي، ويبقي السؤال لإتحاد الكرة وللوزير والحكومة لماذا لم يتم فتح المساجد طالما أصدرتم قرارات عليا بعودة الدوري وفتح الملاعب ؟ علما بأن مساحة المساجد كبيرة وتسوعب أعدادا ضخمة عكس غرف اللاعبين المغلقة الضيقة والأتوبيسات، وبصراحة لن يرفع الله عنا الوباء والغمة إلا بعد عودتنا إلي الله وفتح المساجد بإذن الله.بلاش نتكلم في النواحي الدينية ، طيب هل توقيت استكمال الدوري مناسب ، والفترة المتبقية من الموسم الحالي تسمح باستكمال الدوري ؟في الواقع الوقت لا يسمح خاصة أنه يتبقي الدور الثاني بالكامل أي 17 أسبوعًا ، ايعني حوالي 150 مباراة ولابد من إستكمالها خلال شهرين فقط ، أي قبل بداية شهر أكتوبر علي الأقل حتي نستطيع ان نبدأ الموسم الجديد ، وهو بالطبع من المستحيل أن يلعب كل نادي مباراة كل 48 ساعة ، مما يهدد بإصابات متكررة للاعبين خاصة انهم عائدين من توقف طويل لأول مرة في التاريخ وصل لأكثر من 3 شهور متتالية ، والأهم من ذلك أن هناك 4 أندية مرتبطة بالبطولات الأفريقية والعربية ( الأهلي والزمالك وبيراميدز والإسماعيلي ) بجانب استعدادات المنتخبات لكأس الأمم الأفريقية والتي ستقام في يناير المقبل بجانب الإستعدادات للدورة الأوليمبية ، مما يزيد من التوقفات بسبب ارتباطات الاندية والمنتخبات مما يجعل استكمال الدوري مستحيل قبل شهر يناير القادم ،وهو ما يعني الغاء الموسم الجديد .وبصراحة اذا حدث ذلك فإنها جريمة في حق الرياضة المصرية ، ومؤامرة فاضحة لمجاملة النادي الأهلي وجمهوره من أجل إهدائه بطولة الدوري لأنه المتصدر ، نعم جريمة لأن مجاملة الاهلي ستكون علي حساب أرواح وصحة الناس ، وإهدارا المال العام ، وضياع الملايين علي خزينة في الوقت الذي تحتاج فيها مستشفيات الحجر الصحي إلي أجهزة تنفس صناعي وأماكن لإستيعاب المئات يوميا من مرضي الفيروس اللعين وإنقاذ أرواح الشعب.ويبقي السؤال الي مسئولي القنوات الفضائية ، والسادة نجوم الإستديوهات التحليلية ، هل سيتم إذاعة إعلانات ( خليك في بيتك ) أثناء المباريات و الاستديوهات التحليلية ؟ وهل هاتكون اعلانات مقنعة للمشاهد ، وكيف ستطلب من الشعب وتقوله : ” خليك في بيتك ” في الوقت اللي فيه الملاعب مشغولة ومليئة بالنجوم.في النهاية لابد ان نتقي الله في الشعب المصري والحفاظ علي أرواح المنظومة الرياضية ، ولابد ان تعود الرياضية تدريجيا وعلي فترات متباعدة ، وأن نبدأ بالاستعداد للموسم الجديد وتكون العودة وفقا للاساليب العلمية المدروسة، ووفقا لخطة تدريجية لخدمة الاندية والمنتخبات الوطنية والحفاظ علي ارواح لاعبينا وثروتنا الرياضية ، وليس لمصلحة نادي معين، وارفض منح لقب الدوري للاهلي لأن البطولة سبق ان الغيت في سنوات عديدة ولم يتم اعلان البطل ولا هبوط اندية القاع ، واذا كان اتحاد الكرة والحكومة عايزين يجاملوا الأهلي وخايفين من جمهوره ، أقترح عليهم إقامة حفل تكريم للنادي الأهلي باعتباره “النادي المثالي ” لإرضاء إدارته وإعلامه وجماهيره ، رغم ان الزمالك حقق بطولتين دوليتين في اسبوع ، ورغم ان بيراميدز اقترب بقوة من تحقيق انجاز الكونفيدرالية ، والاسماعيلي ينافس علي البطولة العربية ، لكن المهم إرضاء الأهلي وجماهيره ، وهذا ليس بغريب علي الحكومة وسبق ان كرمت الفنانة ” فيفي عبدة ” باعتبارها الأم المثالية ، هاتقولي ازاي ؟ هأقولك هي دي مصر !!الخلاصة .. أقترح علي الحكومة للخروج من المأزق ، أن يتم إلغاء الدوري ، والاستعداد للموسم الجديد للحفاظ علي أرواح لاعبينا ، وتوفير ملايين الجنيهات علي الدولة لعلاج الغلابة من مصابي الكورونا ، وأقترح علي الحكومة منح الأهلي لقب “النادي المثالي” لأنه ليس أقل جماهيرية من الأم المثالية فيفي عبده .. وربنا يسترها علينا !!